الفقد تجربة إنسانية عميقة تلامس كل طبقات النفس.
عندما نفقد شخصاً عزيزاً، لا نحزن فقط على غيابه، بل على جزء منّا رحل معه.
نحزن لأن الحزن جزء من إنسانيتنا و بشريتنا وليس لأننا ضعفاء !
قد يؤلمنا الموقف ذاته و شدته أو الذكريات التي كانت تمنح حياتنا معنى، أو قد تملئ قلوبنا مخاوف من بعد هذه التجربة، ولكن يا ترى هل كل هذه المشاعر طبيعية؟

من الناحية النفسية، الحزن على الفقد ليس ضعفاً ولا مبالغة، بل استجابة طبيعية لحدث مؤلم.
حيث يمر الإنسان عادة بمراحل مثل: الصدمة، الإنكار، الغضب، الحزن، ثم القبول.
لكن هذه المراحل لا تسير بترتيب ثابت، فقد نتنقّل بينها أكثر من مرة.
بعض الأشخاص ربما يمرون بهذه المراحل خلال سنوات أو أشهر و آخرين خلال أيام أو أسابيع، لا تحكم على نفسك من خلال تجربة غيرك.

وفي بعض الأحيان ما يزيد مرارة هذه المراحل وجود أشخاص لا تقدر مشاعرنا و لا تحترم طبيعة أحزاننا أو ردود أفعالنا وهذا ربما يزيد الوضع سوء.
فالأفضل هنا وضع حدود نفسية واضحة عند التعامل مع من لا يقدّر مشاعرنا في هذه المرحلة.
لا يمتلك الجميع الوعي أو القدرة على احتواء الحزن،
احمِ نفسك بالابتعاد مؤقتاً، و خذ وقتك بالتعافي.
اسمح لنفسك بالحزن، بالبكاء، بالتعبير، فكل ذلك جزء من التعافي.
كما يُنصح بعد الفقد بتخصيص وقت للحديث عن مشاعرك مع شخص داعم أو مختص نفسي،
وعدم استعجال “العودة إلى الحياة الطبيعية”، فالتعافي من الفقد لا يُقاس بالوقت، بل بالسلام الداخلي الذي تعود لبنائه تدريجياً بشكل صحي وواعي.

#الصحة_النفسية #الفقد #دعم_نفسي #رحلة_التعافي #مختص_نفسي