دليلك حول الأدوية النفسية

Your-guide-to-psychiatric-medications-1200x672.jpg

دليلك حول الأدوية النفسية

الأدوية النفسية هي أدوية يصفها الطبيب للتحكّم بأعراض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب المزاج. تساعد هذه الأدوية على موازنة المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في المشاعر والأفكار. فهي لا تشفي المرض النفسي تمامًا، لكنها تقلّل الأعراض وتجعل المريض يشعر بتحسن أكبر. كثيرًا ما يُنصَح باستخدامها مع العلاج النفسي لتحقيق أفضل نتائج.

كيف تعمل الأدوية النفسية

تعمل الأدوية النفسية ببساطة على تعديل مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين أو الدوبامين، التي تؤثر في المزاج والشعور بالاسترخاء. فعلى سبيل المثال، مضادات الاكتئاب تزيد من مستوى مادة السيروتونين لتحسين المزاج، وأدوية القلق تعزّز مادة غابا GABA لتهدئة الشعور بالتوتر. يمكن تخيل الأمر كأن الأدوية تعيد ضبط «ميزان المزاج» ليعود إلى حالة التوازن. وهذا يشبه كيف نأخذ دواء للسكر لإعادة توازن السكر في الدم؛ فالدواء النفسي يصحّح خللاً في الدماغ كما يفعل دواء السكر أو الغدة الدرقية مع جسدك.

أشهر أنواع الأدوية النفسية واستخداماتها

مضادات الاكتئاب: تُستخدم لعلاج الاكتئاب وبعض حالات القلق. هذه الأدوية تعمل على رفع مستوى مادة السيروتونين أو النورإبينفرين في الدماغ. من الأمثلة شائعة هو فلوكستين (بروزاك) وغيره.

الأدوية المضادة للقلق (المهدئات): مثل البنزوديازيبينات (على سبيل المثال، الفاليوم أو الزاناكس). تُصرف لتخفيف نوبات الخوف والتوتر الشديد. هذه المهدئات تُقلّل من التهيج وتساعد على الشعور بالراحة.

مثبتات المزاج: مثل الليثيوم، وتُستعمل في اضطراب ثنائي القطب (اختلال المزاج الشديد بين الاكتئاب والهوس). هذه الأدوية تساعد في موازنة تقلبات المزاج ومنع نوبات الهوس والاكتئاب.

مضادات الذهان: تستخدم للأعراض النفسية الشديدة مثل الهلوسات أو الأوهام، كما في بعض حالات الفصام الشديد. تعمل هذه الأدوية على تنظيم مادة الدوبامين في الدماغ للحد من الهلوسات والأوهام. من الأمثلة على ذلك الهالوبيريدول والريسبيريدون.

> معلومة مهمة: لا بدّ من متابعة الطبيب في اختيار النوع والجرعة المناسبة لك، لأن كل دواء له استخدامات خاصة بأعراضك وحالتك الصحية.

المخاوف والأسئلة الشائعة :

هل سأصبح مدمنًا على الدواء؟
يعتقد كثير من المرضى أنّ الأدوية النفسية ستسبب الإدمان، لكن الحقيقة أن مضادات الاكتئاب مثلاً ليست مدمنة مثل المخدرات. أما المهدئات (البنزوديازيبينات) فقد يحدث اعتماد جسدي بسيط عند استعمالها لفترات طويلة. لذلك، يحرص الطبيب عادة على وصفها لفترة قصيرة أو تخفيض الجرعة بالتدريج عندما لا تعد ضرورية. بشكل عام، طالما تتناول الدواء بإشراف الطبيب، فإن احتمال الإدمان يكون منخفضًا للغاية.

هل سأتغيّر كشخص إذا تناولت الدواء؟
هذا من أكثر مخاوف المرضى، لكن الدواء النفسي لن يجعلك شخصًا آخر. على العكس، هدفه هو أن يساعدك على استعادة توازنك النفسي والشعور بنفسك الحقيقي مجددًا. إذا شعرت أنك «مرتبك» أو غير معتاد على نفسك في أول أيام العلاج، فتذكّر أنّ هذا مؤقت مع تكيف الجسم مع الدواء. في الغالب، وبعد فترة قصيرة، تشعر بأن الأمور تعود إلى وضعها الطبيعي.

ماذا عن الآثار الجانبية؟
مثل أي دواء آخر، قد تظهر بعض الآثار الجانبية الخفيفة. من أكثرها شيوعًا الصداع أو الدوخة أو الغثيان أو جفاف الفم أو النوم الزائد عن المعتاد . هذه التأثيرات غالبًا ما تختفي تدريجياً بعد أيام أو أسابيع مع استمرار العلاج. وإذا كانت الآثار مزعجة، لا تتسرع في الحكم على الطبيب او العلاج ، أخبر طبيبك؛ فقد يخفّض الجرعة أو يحوّل إلى نوع آخر. المهم أن تعلم أنّ معظم الآثار الجانبية مؤقتة ويمكن إدارتها من قبل الطبيب، وليست خطيرة في العادة، وأن الادوية تحتاج احيانا بعض الوقت أو التغيير البسيط في الجرعة او النوع حتى تتناسب مع جسمك .

كم مدة العلاج؟ هل سأأخذ الدواء مدى الحياة؟
هذه النقطة تختلف من شخص لآخر حسب الحالة. عمومًا، تحتاج معظم الأدوية النفسية عدة أسابيع (مثلاً 4–6 أسابيع) حتى تشعر بتأثيرها. بعد ذلك، قد تستمر في تناولها لفترة طويلة لمنع عودة الأعراض. بعض المرضى يأخذونها لعدة أشهر أو حتى سنوات، خاصة إذا تحسّنت الأعراض بفضلها. مثل أي علاج مزمن، الأدوية النفسية تكون كدعم مستمر؛ أحيانًا يقل الطبيب الجرعة تدريجيًا مع تحسن الوضع، وإذا لاحظ عدم رجوع الأعراض فإنه قد يوصي بالتوقف. لكن الأمر الأهم هو المتابعة الدورية مع الطبيب، الذي يحدد مدة العلاج المناسبة لحالتك.

هل يمكنني التوقف فجأة إذا شعرت بتحسّن؟
يجب عدم التوقف المفاجئ عن الأدوية النفسية بدون استشارة الطبيب. ذلك لأن الأعراض قد تعود أو تتفاقم إذا توقفت فجأة. بدلاً من ذلك، إذا قرر الطبيب أن الوقت مناسب، فإنه سيضع خطة لتخفيف الدواء تدريجيًا. هذا التخفيف التدريجي يحميك من أي أعراض سحب ويضمن انتقالًا آمنًا للخروج من العلاج.

نصائح وتصحيح المفاهيم

الأدوية النفسية ليست مخدرات ترفيهية ولا “مخدر ذهني”. هي علاج طبي يشرف عليه الطبيب.

هي ليست علامة ضعف، بل أداة للمساعدة على التعافي. تمامًا كما يستخدم مريض السكري دواءً لتنظيم السكر، يمكن للدواء النفسي أن ينظم المواد الكيميائية في الدماغ ليعيد الشعور بالحياة الطبيعية.

إذا شعرت بالقلق أو كان لديك أي سؤال، لا تتردد في الحديث مع طبيبك أو الصيدلي. هدف الأطباء هو راحتك وتحسنك. طرح الأسئلة سيساعدك على فهم العلاج ويمنحك راحة بال أكبر.

في الختام: الأدوية النفسية تساعدك على استعادة توازنك وتحسن شعورك العام. قد تبدو البداية صعبة، ولكن بمعرفة الحقائق واتّباع إرشادات الطبيب، تستطيع تجاوز المخاوف والحصول على أفضل نتيجة علاجية.

بقلم: الاخصائية رنيم المالح

 



اترك تعليقاً

كن متاكداً بأنه لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها بـ *


منصة السعادة النفسية


بكلمات قصيرة


منصة السعادة النفسية تُعتبر منصة رائدة في تقديم خدمات الصحة النفسية للعرب حول العالم.
نقدم خدمات عالية الجودة وبشكل مريح وسهل عبر الإنترنت، حيث يقوم أخصائيون مدربون و مؤهلون تأهيلاً أكاديميا عالياً بتقديم الدعم.




الإشتراك


اشترك في نشرة منصة السعادة النفسية لتلقي كل جديد من العروض والخصومات والفعاليات والورشات التدريبية.





    جميع الحقوق محفوظة – منصة السعادة النفسية