لماذا قد يحدث التبول اللارادي ؟هل السبب نفسي ام عضوي ؟

أسباب-التبول-الليلي-اللاارادي-1.webp

تعددت أسباب مشكلة التبول اللاإرادي بين الأطفال فبعضها يرجع لتأثير عوامل وراثية وبعضها يرجع لتأثير عوامل عضوية و فيزيولوجية أو لتأثير عوامل نفسية أو اجتماعية وسوف نتناول تأثير كل منها
العوامل الوراثية :للوراثة دور في التبول الليلي عند الأطفال.
الأدلة:
• الدراسات: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من التبول الليلي هم أكثر عرضة للإصابة به.
• العوامل الوراثية: تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك جينات محددة قد تلعب دورًا في التبول الليلي.
• النسبة المئوية:
• الأطفال الذين لا يعاني والديهم من التبول الليلي: 15%
• الأطفال الذين يعاني أحد والديهم من التبول الليلي: 44%
• الأطفال الذين يعاني كلا الوالدين من التبول الليلي: 77%

الأسباب الفيزيولوجية للتبول اللاإرادي
يُمكن تقسيم الأسباب الفيزيولوجية للتبول اللاإرادي إلى فئتين رئيسيتين:
1. خلل في وظائف المثانة:
• صغر حجم المثانة: قد لا تكون مثانة الطفل كبيرة بما يكفي لتخزين كمية البول التي ينتجها الجسم خلال الليل.
• عدم كفاءة عضلات المثانة: قد لا تكون عضلات المثانة قوية بما يكفي لمنع تسرب البول.
• فرط نشاط المثانة: قد تنقبض عضلات المثانة بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى الحاجة إلى التبول بشكل عاجل.
2. خلل في إنتاج هرمون مضاد التبول:
• نقص إفراز الهرمون المضاد للتبول (ADH): يُساعد هذا الهرمون على تقليل إنتاج البول أثناء الليل.
• مقاومة الهرمون المضاد للتبول: قد لا تستجيب الكلى بشكل كافٍ لهرمون ADH، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول.
• الإفراط في إنتاج البول الليلي: يفرز البول بشكل طبيعي خالل الليل بحدود أقل من 50% من النهار و تميل أجسام الأطفال الذين يعانون من اضطراب التبول اللاإرادي إلى إنتاج كميات زائدة من البول في الليل
• اضطرابات النوم:أن الطفل يبلل ثيابه لأن نومه يكون على درجة من العمق لا يتمكن معها من إدراك حاجته للتبول أو امتلاء المثانة
أسباب أخرى:
• الإمساك: قد يؤدي الضغط على المثانة من البراز إلى التبول اللاإرادي.
• التهابات المسالك البولية: قد تُسبب التهابات المسالك البولية تهيجًا في المثانة، مما يؤدي إلى التبول اللاإرادي.
• بعض الأدوية: قد تُسبب بعض الأدوية، مثل مضادات الذهان، التبول اللاإرادي.
• التشوهات الخلقية: قد تُسبب بعض التشوهات الخلقية في الجهاز البولي التبول اللاإرادي.

العوامل النفسية
تعد العوامل النفسية من العوامل المساهمة في حدوث التبول اللاإرادي
وأهم هذه العوامل:
تأخر التطور:عملية اكتساب التحكم بالمثانة سلوك متعلم، واكتساب هذه المهارة يتم ضمن فترة محددة تدعى فترة التعلم الحرجة تعتبر الفترة من السنة الثانية حتى السنة الرابعة من العمر هي أكثر حساسية و ربما حرجة لتحقيق السيطرة البولية
إن حدوث أزمة معينة أو الإصابة بالقلق خالل هذه الفترة الحساسة يمكنه أن يمنع اكتساب هذه المهارة المتضمنة التدريب على استعمال المرحاض و التحكم بالمثانة

الخوف: ويأتي الخوف في رأس قائمة الأسباب النفسية، لما يسببه من قلق وتوتر يؤدي إلى اضطراب وظيفة التبول لدى الأطفال وتتجلى هذه المخاوف في صور متعددة، كالخوف من الظلام والحيوانات، أو مشاهدة البرامج المرعبة في التلفزيون أو السينما،أو سماع القصص المزعجة أو الخوف من العقاب
وكذلك خوف الطفل من المجتمع المدرسي عند بداية التحاقه بالمدرسة أو نتيجة خوفه من معلم بعينه ومن أن يعاقبه بشدة إن قصر بدروسه، أو بسبب عدم قدرته على اللحاق برفاقه في المدرسة أو نتيجة معايرة الزملاء له لسبب ما
مما لا شك فيه أن المخاوف تؤثر على سلوك الطفل، وتؤدي إلى ضعف قدراته، وتؤخر الكثير من مظاهر نموه، مما يؤدي في المحصلة إلى ضعف وظائف الأعضاء ومنها الجهاز البولي فتحدث حالة التبول اللاإرادي

الغيرة: تعتبر الغيرة لدى الطفل أحد العوامل الهامة في إحداث التبول اللاإرادي، فقد تظهر هذه المشكلة عند الطفل نتيجة ولادة مولود جديد في الأسرة مما يشعر الطفل بالغيرة نتيجة اهمالها للطفل السابق، في تركيز الألم عنايتها على الطفل الجديد
يرى فرويد في تفسيره للتبول اللاإرادي بأنه عرض نكوصي يدل على ما يعانيه الطفل من صراع نفسي لم يحل نتيجة ما يدركه من تحول الوالدين عنه إلى العناية بأخيه الأصغر، نتيجة اعتقاده بأنه مهدد بفقدان حبهما له، مما يؤدي إلى ظهور المشكلة لديه لجذب انتباهها إليه، فإذا ما تحقق ذلك استمر في تبليل الفراش ليحصل على مزيد من اهتمام ورعاية الوالدين .

التفكك الأسري: يرى نسبة كبيرة من علماء النفس أن أكثر أسباب حدوث التبول اللاإرادي عند الأطفال ترجع إلى الخلافات الزوجية بين الوالدين وكذلك التفكك الأسري، فمشاهدة الطفل للخلافات التي تقع بين والديه لها آثار نفسية سلبية، تؤثر على جهازه العصبي و على طبيعته الانفعالية، مما يكون خطرا لظهور مشكلة التبول اللاإرادي عنده

الحرمان العاطفي: يعتبر الحرمان العاطفي للطفل من العوامل الهامة في حدوث التبول اللاإرادي، ويقصد بالحرمان العاطفي النقص في الحب والعطف والحنان والرعاية من طرف الام و ذلك بسبب غيابها أو موتها أو مرضها أو بسبب طلاقها أو بسبب علاقة النبذ والرفض من جانب الأم للطفل مع عدم وجود بديل عن الألم، وقد أكدت العديد من الدراسات على التأثيرات السلبية للحرمان العاطفي، والتي تظهر على صحة الطفل الجسمية والنفسية، وعلى نضجه العضوي، ونموه اللغوي والحركي والعقلي، ولقد أشار العالم (راكامييه) إلى أن الحرمان العاطفي يؤدي إلى نكوص عام في سلوك الطفل

مشاعر الذنب: فقد تبين أن المعايرة واستعمال ألفاظ التحقير بسبب البوال لدرجة ما تبعث في الطفل حالة من القلق الذي يأخذ أن بعض الأطفال المتبولين الا اردياً يخافون من الذهاب إلى المدرسة خشية أن يشم التلاميذ رائحة المالبس، فيسخرون منهم، وكان هذا الخوف هو نقطة بداية للقلق
التنشئة الاسرية:
وقد عد علماء النفس والأطباء عملية التبول اللاإرادي نتيجةً لخطأ في عملية تعليم وتدريب الطفل على عملية التبول
أن مشكلة التبول اللاإرادي هي مشكلة تعلم وتدريب على التبول بالدرجة الأولى، وأن التبول اللاإرادي هو عبارة عن سلوك غير توافقي، أو هو عبارة عن عادة نتجت بسبب تعلم خاطئ
كما بينت عدة دراسات مدى تأثير إهمال الألم في عملية تدريب الطفل على الإخراج الصحيح سواء بالتدريب المبكر والمتأخر، وأثر ذلك على حدوث اضطراب التبول اللاإرادي.
أن استخدام الألم أسلوب القسوة والضرب والحرمان.. في تدريب الأطفال على عملية الإخراج، يؤدي إلى التبول اللاإرادي، وكذلك قيام الأمهات بتدريب أطفالهم بشكل مبكر على النظافة، و إجبار الطفل على التحكم في تبوله أيضاً ا قبل نضج الأجهزة العضوية، وعدم فهم الألم لمراحل نمو الطفل واحتياجات كل مرحلة أو التسامح تجاه تدريب الطفل على النظافة وترك الطفل على سجيته في قضاء أو إعطاء قيمة كبيرة لعملية التبول وجعلها أمرا غير طبيعي مع الإفراط بالثناء والتشجيع من أجل الطفل الذي يتحكم بعملية تبوله، كلها عوامل تؤدي إلى التبول اللاإرادي
كما أن ممارسة العقاب على الطفل قد يؤدي إلى معاناته من اضطراب التبول اللاإرادي، حيث يظهر لدى الطفل كنوع من الانتقام من الذين يمارسون العقاب كذلك أشارت دراسة إلى أن استخدام الأساليب القاسية في التعامل مع الأطفال في حالة إلى الاستمرار في الوقوع في الأخطاء قد يؤدي إلى التأخر في عملية التعود على ضبط عمليات الإخراج

أن استخدام الأسلوب العقابي من شأنه أن يسبب للطفل صراعا وقلقاً يهددان كيانه النفسي مما يجعل عادة التبول اللاإرادي نوعاً من التنفيس الانفعالي يلجأ إليه الشعورياً للتعبير عما بداخله من قلق وصراع في استخدام أسلوب القسوة في معاملة الطفل سبباً كامناً وراء زيادة حالات البول لديه، حيث تستحوذ على الطفل فكرة الخوف من البوال والخوف نفسه يؤدي إلى زيادة هذه المشكلة

أن استخدام أسلوب التساهل من شأنه أن يحدث التبول اللاإرادي
إن عملية التعود على ضبط المثانة تتطلب من الطفل القيام بمجهود ذاتي حتى يتمكن من التدريب على النظافة، وأن هذا الأسلوب في المعاملة قد يؤخره عن القيام بهذه العملية لأن ذلك يزعجه، وهو لم يتعود أن يتحمل أي مسؤوليات. المعاملة غالباً ما يسفر عن نتائج غير محمودة حيث أن إحاطة الطفل بنوع من التطرف في الاهتمام والدلال والتساهل الزائد عن الحد المعقول أو معاملته بالشدة لدرجة القسوة يمكن أن يؤدي إلى بعض الاضطرابات على سلوكه والتي تتمثل هنا في شكل التبول اللاإرادي،
مراعاة الاعتدال في معاملة الطفل وتوخي اللطف واللين أثناء عمليات التدريب على عادات الإخراج، بشكل يراعى فيه الفروق الفردية بين الأطفال من شأنه أن يحمي الطفل من الإصابة بهذا الاضطراب.

عوامل التحسس الغذائي: هناك بعض المأكولات التي تسبب الحساسية الغذائية لبعض الأطفال ويمكن أن تؤدي لفرط فعالية المثانة، وهذا بدوره يقلل من سعة المثانة وبعد إخراج هذه المادة المحسسة من الطعام يمكن أن يحدث التحسن من مهيجات المثانة الأطعمة الآتية: المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، الشوكولا، السكر، الحمضيات، الفاكهة، و الطعام الذي يحتوي على الصباغ (اللون األحمر)

إن نمط السكن الذي يقيم فيه الطفل ومنافعه ( المرحاض )يؤثران بشكل كبير على ظهور سلوك التبول اللاإرادي لدى الطفل، وتوفر المرافق الالزمة لكل يتبول الطفل، مثل الإضاءة، وقرب المكان، نمط المرحاض فإذا كان على شكل حفرة قد يخاف الطفل الصغير من السقوط فيه، فيحجب عن استعماله.
أيضاً نظافة المراحيض قد تلعب دورا هناك بعض الأطفال الذين يتجنبون الدخول إلى المراحيض غير النظيفة مهما كلف الأمر,مراحيض المدارس وبشكل خاص التي ليس لها أبواب يشعر الطفل باستعمالها بالخزي والذل، فيحجب عنها وبالتالي تظهر لديه المشكلة

إن مثل هذه النظرات التأديبية والعقابية من قبل الأهل للأطفال المتبولين لا توفر المناخ العاطفي المناسب الذي يساعد هؤلاء الأطفال على الجفاف، فلا بد من تبني موقف داعم ومتفهم يساعد الطفل على التخلص من المشكلة، لذلك فإن هذه التجارب الأبوية يجب أن تؤخذ بالحسبان في مرحلة التشخيص ومرحلة التعرف على الأسباب وعند وضع الخطط العلاجية، حيث يمكن أن تؤثر على النتيجة النهائية للعلاج بشكل كبير.

أن التبول الليلي هو حالة صعبة بالنسبة للطفل. وكلما كان عمر الطفل أكبر كلما شعر الطفل بأن الحالة أصعب وتألم أكثر منها. حالة التبول الليلي هي حاله يجب علاجها حتى لا تصيب الطفل مشاكل نفسيه أو اجتماعيه

الأسر التى لديها أطفال أو مراهقين بوالیون ينتابها كثير ٌ من مشاعر القلق والتوتر وضغوطٌ نفسیة ومعاناة شدیدة، كما ینعكس ذلك على أبنائهم من مشاعر الخجل والخزي وعدم الثقة بالنفس، وانخفاض تقدير الذات وهو ما أظهرته دراسات عديدة
وترى دراسات وأكدت أنه إذا عولج هذا الاضطراب فإن التداعيات المصاحبة له سوف تتحسن فیصبح الطفل أو المراهق أكثر ثقة فى نفسه ویزداد لدیه تقدیر الذات، كما يتحسن التواصل الاجتماعي داخل الأسرة

تم كتابة هذه المقالة بواسطة : الاخصائية سعاد عمقي



اترك تعليقاً

كن متاكداً بأنه لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها بـ *


منصة السعادة النفسية


بكلمات قصيرة


منصة السعادة النفسية تُعتبر منصة رائدة في تقديم خدمات الصحة النفسية للعرب حول العالم.
نقدم خدمات عالية الجودة وبشكل مريح وسهل عبر الإنترنت، حيث يقوم أخصائيون مدربون و مؤهلون تأهيلاً أكاديميا عالياً بتقديم الدعم.




الإشتراك


اشترك في نشرة منصة السعادة النفسية لتلقي كل جديد من العروض والخصومات والفعاليات والورشات التدريبية.




    جميع الحقوق محفوظة – منصة السعادة النفسية